السبت، 5 فبراير 2011

منع البلاك بيري

مع أنني كنت حتى وقت قريب أحد “البلاكبيريين” المخلصين، وذلك قبل أن يصاب جهازي بسكتة دماغية ريحتني منه ومن “صدعة” الضغط على أزاره الصغيرة، إلا أنني لم استطع أن أخفي سعادتي وغبطتي بقرار هيئة تنظيم الاتصالات عندنا في الامارات بتعليق خدمات هذا الجهاز ابتداءا من الحادي عشر من شهر أكتوبر المقبل، وصدقوني لو أجيد الرقص لرقصت (على وحدة ونص) تأييدا لهذا القرار الذي أرى أنه تأخر كثيرا.
فبغض النظر عن المبررات التي دفعت هيئة الاتصالات إلى اتخاذ هذا القرار والذي عللته بأنه قرار (سيادي) بحت وذلك نتيجة لإصرار شركة RIM الكندية على الاحتفاظ بخوادمها خارج الدولة، وهو ما اعتبره البعض تعدي على حق الانسان في الاستعانة بالتقنيات الحديثة، إلا أنني لم أجد مقولة أفضل من “جنت على نفسها براقش” لتصوير حال المعترضين على هذا القرار.
فالتقنية المستخدمة بحد ذاتها رائعة بلاشك، وميزة أن “تسولف” مع أصدقائك وأحبابك عبر “المسانجر” وبشكل فوري ومجاني فهذه بالتأكيد تعتبر نقلة نوعية في مجال الاتصالات، ولكن مسار هذه التقنية الذي كانت تسير فيه لم يكن يبشر بخير أبدا ،فبالإضافة إلى حقيقة أن “رقابنا” مسلمة بشكل كامل للشركة الكندية، فقد أثبتت الفترة الماضية وجود  سوء استخدام  واضح من قبل شريحة كبيرة من قبل المستخدمين خصوصا بعد ان أصبحت هذه التقنية في متناول الجميع بدون استثناء.

فأكاد اجزم أن الأغلبية لا تقتني الـ “بي بي” إلا من باب المباهاة و”الفشخرة” الفاضية دون أن يكون هناك حاجة فعلية لاستخدامه، كما أنه تحول لدى البعض الآخر إلى أداة فعالة “للمغازل”،  وهناك من “المهبولين” من مستعد ان يدفع 10 أو 20 ألف مقابل رقم “Pin” مميز سهل الحفظ لكي “يسلك” به أموره، علاوة على نشر الإشاعات المغرضة والأخبار الكاذبة عبر ما يسمى بـ “البودكاست” والتي تذكرني بزر “Forward” في البريد الإلكتروني والتي مازلت أحلم بإلغائها من خدمات الإيميل وذلك بسبب افراط البعض استخدامها لدرجة “مقرفة” والنتيجة تراكم الغث والسمين من الرسائل الإلكترونية في إيميلي المسكين، وهذه الخاصية بالذات كانت على رأس الأسباب الرئيسية لاستغنائي عن هذا الجهاز بعد أن وجدت أن أغلب هذه “البودكاستات” حالها حال أغلب الإيميلات التي تصلني يوميا… كلام فاضي يحمل الكثير منها خرق للقيم والأخلاق.
ومازلت أذكر مشهد تلك العائلة الإماراتية في مقهى “ساتر بكس” والتي من المفترض أنها قدمت هنا للسياحة، فلقد ظننت لبرهة أنهم جميع أفرادها من الصم والبكم!
فالأب كان منشغلا طوال طوال الوقت في العبث بأزار جهازه “البي بي”، والأم بدورها كانت ملتهية بجهازها الوردي، والأطفال ممن أكبرهم كان لا يتجاوز عمره الثانية عشرة كل منشغل بجهازه ويتعامل معه وكأنه جهاز PSP، وذلك دون أن يكون هناك حوار فعلي طوال فترة جلوسهم في المقهى بل كان كل واحد منهم منشغل في عالم الخاص، فلم يكن لأحد منهم أي “حس” وإنما سينفونية من نغمات مسجات المسانجر المرسلة والمستقبلة، ولا أدري لماذا كلف رب الأسرة على نفسه بالسفر هو وعائلته مسافة آلاف الكيلومترات إلى هنا لكي يسولف كل منهم مع اصحابه بالبي بي..كان من الممكن أن يجلس معهم هناك ويوفر له كم قرش تنفعه في اليوم الأسود!

قبل أقل من ثلاث سنوات كنا لا نعرف شيء اسمه بلاك بيري وكنا مرتاحين من دونه فالمانع أن نعيش بلا بلاك بيري من جديد؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المرجو عدم كتابة تعليقات خارجة عن نطاق الاخلاق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by NewWpThemes | Blogger Theme by Lasantha - Premium Blogger Themes | New Blogger Themes تعريب قوالب بلوجر